اجتماع يوم المعلم في سيستان وبلوشستان؛ الحوار والاحتفال والتركيز على الدور الملهم للمعلمين

في عشية أسبوع المعلم أقيمت لقاءات علمية وثقافية في مختلف مدن سيستان وبلوشستان بحضور أساتذة بارزين ونشطاء في مجال التعليم. فعالية لتكريم المعلمين واستعراض حالة التعليم في المحافظة.

بمناسبة أسبوع المعلم، أقيمت احتفالات تذكارية في مدن خاش وإيرانشهر وسراوان وفنوج ونيك‌شهر، حضرها نخبة من المعلمين وأساتذة الجامعات ونشطاء اللغة والثقافة وشخصيات من مؤسسة علم الآثار الإيرانية. وتم تنظيم هذه اللقاءات من قبل جماعة الدعوة والإصلاح وكانت فرصة لتكريم الدور الرئيسي للمعلمين في التنمية الاجتماعية والثقافية.

وبدأ الاجتماع بكلمة ألقاها غلام‌رضا أخوان، مسؤول الهیأت التنفیذیة لجماعة الدعوة والإصلاح في محافظة سيستان وبلوشستان. في خطابٍ بليغٍ ومؤثر، أشار إلى الدور الكبير للمعلمين في المجتمع، وأردف قائلاً: "المعلم ليس مجرد ناقلٍ للمعرفة؛ بل هو يلهم، ويزرع الأمل، ويشعل شعلة التعلم في القلوب. إن الإنسان سريع التأثر وكما أن الأمراض المُعدية، وكذلك الصحة والسعادة والحزن الشفقة، وحتى الأمل".

وفي إشارته إلى قاعدة الشكر والآية الكريمة: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" صرح أخوان:

"إذا أظهرنا الشكر لله، فإن أطفالنا أيضًا سوف يتأثرون وسيشعرون بالامتنان". إن مجتمعنا معرض للعنف في بعض الأحيان، لأن العنف مُعدٍ أيضًا ولكن المعلم له دور المنقذ وينبغي أن تكون ملهمة، ومليئة بالعاطفة والحب.

وأضاف: "إن التعليم غير الرسمي له تأثير كبير، كما يلعب التعليم الرسمي دوره أيضًا". إن التعليم الرسمي يجعل المجتمع محافظًا ويحدد إطارًا للطالب. المعلم الملهم لا يُعلم القراءة والكتابة فحسب، بل يغرس في الطالب أيضًا قوة التعاطف والحوار والعاطفة والقدرة على التكيف والتفكير في النظم. إنه يسعى للقراءة والكتابة الجيدة وفهم مشاعر الطلاب، ولديه قوة المحادثة، ونقلها إلى طلابه. التدريس ليس مجرد وظيفة؛ إنها مهمة.

وفي مواصلة لهذه الجلسة، أکد عبد الحميد أفرازه، مسؤول الجماعة في مدينة إيرانشهر، على المكانة الرفيعة للمعلم في أمة إقرأ، مستشهداً بحديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "إنما بعثت معلماً"، واعتبر "القراءة" أول رسالة إلهية إلى البشرية وهي أداة للمعرفة والبصيرة والتحول المجتمعي. ومن الناحية التربوية والتاريخية، أشار إلى أن التعليم القرآني في صدر الإسلام أحدث أعمق التغييرات في المجتمع الجاهلي في أقصر وقت ممكن بحيث تأثرت بها أيضًا الحضارتان العظيمتان روما وإيران.

كما بحث الأستاذ داوري إيرانجاد، وهما من الأساتذة البارزين القدامی في المحافظة، حالة التعليم في سيستان وبلوشستان بنظرة تفصيلية وجذرية، وأشاروا إلى تحديات مثل نقص الموارد البشرية والتعليمية، والتمييز الهيكلي، والفجوة الكبيرة في التعليم، وإلغاء بعض الفروع التعلیمیة بسبب عدم قبول الطلاب.

وأكدوا أن تعزيز المنظومة التعليمية في هذه المحافظة ليس ضرورة إقليمية فحسب، بل هو جزء جاد من التنمية المستدامة للبلاد.

وفي ختام الحفل تم تكريم المعلمين المجتهدين والقدامى والمعلمين النموذجيين بالمحافظة.